المصور أحمد حميدان: بعيداً في السجن النائي يحتفل بالسنة الجديدة

عدسة احمد حميدانعدسة أحمد حميدان

ahmed humaidanمن يشاهد صوره في محرك البحث العالمي “غوغل” لا يمكن له التخمين أن الشاب الذي يظهر في الصور على الدوام ممسكاً بين يديه كاميرا بـ”زوم” طويلة، والحائز على 163 جائزة دولية في فن التصوير، هو نفسه الشاب الذي يمكث الآن في سجن ناءٍ جنوبي العاصمة المنامة للسنة الثانية على التوالي. 

المصور الفوتوغرافي البحريني، أحمد حميدان، ذو السابعة والعشرين عاماً، يدفع ضريبة الصور في المملكة الخليجية الصغيرة التي تعيش في الظلمات ويخشى حكّامها من لمعة العدسات في عصر “الديجيتال”. 

لكن فيما كانت المحاكم البحرينية الصوريّة تواصل عقد جلساتها  الرتيبة هذا العام 2014 للنظر في استئناف الحكم الصادر بحقه بالسجن عشر سنوات انتقاماً من دوره في تغطية الاحتجاجات، ومتعمّدة إيذاءه بالتأجيل المتكرر من تاريخ لآخر، كان حميدان يواصل ابتزاز سجّانيه بحصد المزيد من جوائز الكفاءة.

ففي واشنطن أعلن نادي الصحافة الوطني بمنحه جائزة حرية الإعلام للعام 2014. وصرح رئيس النادي مايرون بلكايند بشأن الدواعي لمنحه هذه الجائزة الرّفيعة قائلاً “إنه مصور صحافي قام بعمله وليس مجرماً”. 

إلا أن قيم العمل تبدو عصيّة الفهم في الجزيرة الصغيرة التي تدار كـ”عزبة” من قبل عائلة واحدة بأساليب القرون الوسطى.

كمصور فوتوغرافي ترتكز مهنته بشكل رئيس على هندسة الأبعاد بين الضوء والظل، فقد عاش حميدان باستمرار ضمن خطوط التفاعل بين هذين الركنين. ففيما كانت قوات الأمن تجتهد في البحث عنه، وتمطر منزل عائلته بسيل من الدهم الليلي المتكرر؛ حيث ظل ملاحقاً لأشهر، كان هو يمارس حياته بشكل تلقائي، متأرجحا بين الضوء والظل، كما لو أن حياته “صورة” أو “لقطة”. 

ليس صدفة أن يأتي اعتقاله فجراً في مجمع تجاري “السيتي سنتر” فيما كان ينوي ارتياد “السينما”. كان يرغب في الاستمتاع ببعض اللحظات أمام الشاشات الفضية الكبيرة في الغرف المظلمة. وكانت لحظة اعتقاله هي اللحظة الوحيدة التي بدت فيها مهارة هندسة الأبعاد، واستشعار حساسيتها، قد أفلتت منه. رجل “الكاميرا” البارع صار في قبضة الأمن.

روى حميدان لعائلته ألواناً من العذاب تعرّض لها. أجبر على الوقوف معصوب العينين لساعات في غرفة شديدة البرودة. قال أيضاً إن المحققين أجبروه على حمل جسم غريب لفترات طويلة إيهاماً بأنه قنبلة موقوتة معدة للانفجار. هُدّد بجلب إخوته وتلفيق جرائم لهم. نودي على أسمائهم واحداً واحداً. هكذا استمرّت لأيام عذابات المصور المحترف المتوّج بعشرات الجوائز الدولية.

بعيداً في سجن “جو” النائي يحتفل حميدان بالسنة الجديدة. لكنها سنة معبّأة بالمرارات. الشاب الذي يظهر في صور “غوغل” على الدوام ممسكاً بين يديه كاميرا بـ”زوم” طويلة، ملاحقاً قصص الشوارع، وانتفاضة الناس البسطاء في الأزقة المظلمة، يحيا وحيداً الآن في غرفة. الكاميرا بعيدة. بعيدة جداً!

تواريخ:

اعتقاله من مجمع “السيتي سنتر” التجاري أثناء ذهابه إلى السينما

29 ديسمبر 2012

اتصاله بأسرته وإخبارهم بأنه محتجز في مركز التحقيقات الجنائية بالعدلية

30 ديسمبر 2012

رفض سلطات السجن بنقله إلى المحكمة للقاء محاميه 

17 يناير 2013

عائلته تعلن إنها تلقت اتصالاً منه يفيد بتعرضه إلى التعذيب كالوقوف في غرفة باردة وإجباره على حمل جسم غريب قال له المحققون إنه قنبلة موقوتة وتهديده باتهام إخوته بجرائم إذا لم يعترف

19 يناير 2013

السماح له بالاتصال بمحاميه لأول مرة بعد مرور 3 أسابيع على اعتقاله

19 يناير 2013

بدء أولى جلسات محاكمته بتهم الهجوم على مركز شرطة سترة يوم 8 أبريل 2012. وقد قرر المدعي العام تأجيل جلسات الاستماع إلي الشهود

12 فبراير 2013

المحامون يتمكنون من الاستماع إلى أقوال شاهد الإثبات الرئيسي والتي جاءت شهادته متعارضة مع أقوال الشهود الأخرين

10 يونيو 2013

تأجيل محاكمته حتى 29 يناير 2014 رغم تضارب أقوال شهود الإثبات وعدم وجود أدلة مادية ضده

19 ديسمبر 2013

محكمة الدرجة الأولى تحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة “حرق مركز شرطة سترة”

26 مارس 2014

عقد جلسة الاستئناف الأولى التي تأجلت إلى 25 يونيو 2014

25 مايو 2014

عقد جلسة الاستئناف الثانية التي تحدث خلالها حميدان عن براءته وعدم وجود دليل ضده وتم تأجيل الجلسة إلى 25 أغسطس

25 يونيو 2014

فوزه بجائزة حرية الصحافة من نادي الصحافة الوطني في واشنطن للعام 2014

31 يوليو 2014

محكمة الاستئناف العليا تؤيد الحكم الصادر بحقه  بالسجن لمدة 10 سنوات

31 أغسطس 2014

إعلانه الإضراب عن الطعام بعد تأييد الحكم عليه مطالباً بلقاء المدعي العام

2 سبتمبر 2014

إعلانه عن فك الإضراب عن الطعام بعد 3 أسابيع من دون أن تتم الاستجابة لأي من مطالبه

21 سبتمبر 2014

زر الذهاب إلى الأعلى