مارس وأبريل 2015: سجن نبيل رجب وأمين “الوحدوي” لنقدهما حرب اليمن.. وأحداث “جو” تقطع أخبار المصورين “حبيل” و”الموسوي”

5
لندن – رابطة الصحافة البحرينية:
 بينت أحداث شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2015 استمرار السلطات البحرينية في اعتداءاتها على الصحافيين والمصورين إضافة إلى المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم في وسائل التعبير المختلفة، وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي.

وسجلت رابطة الصحافة البحرينية توقيف ومحاكمة مغردين بينهم مصورون وحقوقيون وقادة في جمعيات سياسية بعد أن عبروا عن مواقف تنتقد قيام حلف تقوده السعودية بشن حرب على اليمن. واعتقلت السلطات أمين عام جمعية التجمع “الوحدوي” فاضل عباس ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب بعد إدلائهما بتعليقات على “تويتر” تنتقد الحرب على اليمن. فيما تعرض مصور إلى التحقيق بشأن مواقف له حول ذلك بعد القبض عليه.

كما نال 4 على الأقل أحكاماً بالسجن من بين 9 معتقلين أوقفوا بتهمة “إساء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي” لقيامهم بالتهكم من الملك السعودي. في غضون ذلك فقد جاءت أحداث سجن “جو” المركزي في منتصف مارس/ أبريل لتكشف عن حجم واسع من الانتهاكات بحق معتقلي الرأي. إذ فقد الاتصال بالمصور المعتقل أحمد حميدان قرابة الشهر تعرض خلالها إلى التعذيب البدني والنفسي. كما شكا المصور المعتقل السيد أحمد الموسوي من معاقبته بالسجن الانفرادي وتعرضه إلى الضرب إضافة إلى منعه من شرب الماء أو استخدام دورة المياه لمدة 3 أيام.

إن رابطة الصحافة البحرينية تعتقد أن هذا الكم المتواتر من الانتهاكات الموجهة للإعلاميين والمدونين  يأتي إمعاناً في الانتقام منهم ضمن سلوك ممنهج يستهدف إسكاتهم ومنعهم من مزاولة عملهم في نقل الحقيقة.

التحقيق مع الشاعر عبدالله القرمزي

استدعت السلطات الأمنية  الشاعر عبدالله القرمزي للتحقيق في 2 مارس/ آذار 2015 بشأن شعر ألقاه بمناسبة الذكرى الرابعة لمقتل رضا بوحميد أحد ضحايا الإحتجاجات في البحرين. وحقق معه في مركز شرطة مدينة حمد الجنوبي بشأن  القصيدة التى ألقاها في 19 فبراير/ شباط. وأخلي سبيله في نفس اليوم بعد توقيعه على تعهد بالحضور متى ما طلب منه ذلك.

https://www.youtube.com/watch?v=AI34LtKNmak

عائلة المصور حميدان تشكو فقدان الاتصال به

قالت عائلة المصور المعتقد أحمد حميدان إنها فقدت الاتصال به منذ اليوم الأول لتمرد سجن “جو” المركزي في 16 مارس/ آذار 2015. وصرحت زوجته جنان حميدان بأنها “لا تعلم مكان زوجها المصور أحمد حميدان وما هو مصيره”.

وحكم على المصور حميدان الحائز على عشرات الجوائز العالمية في مارس/ آذار العام 2014 بالسجن عشر سنوات بتهمة الهجوم على مركز شرطة، بعد اعتقاله في نهاية العام 2012. وهو أحد المحبوسين في سجن “جو” المركزي، في جنوب البحرين، حيث اندلعت أعمال شغب واشتباكات. واكتفت وزارة الداخلية بالإعلان عن “السيطرة على أعمال شغب وتخريب أحدثها عدد من نزلاء السجن وأهاليهم في مبنى الزيارة”.

وأخبرت إدارة السجن الأهالي الذين استفسروا أو ذهبوا إلى المبنى بغرض زيارة أبنائهم، بأنهم ممنوعون من الزيارات. ولم يسمح لحميدان الاتصال إلى عائلته إلا في 10 ابريل/ نيسان بعد مرور شهر كامل.

الحكم 10 سنوات للمصور حسام سرور

قضت محكمة بحرينية (23 مارس/ آذار 2015) بسجن المصور حسام مهدي سرور 10 سنوات بتهمة “اعتداء على موظف عام والمشاركة في مظاهرات وحيازة مواد قابلة للاشتعال”.

واعتقل سرور في 4 سبتمبر/ أيلول 2014. وأفادت عائلته بأن “قوات أمنية استوقفت السيارة التي كان يقلها حسام وزميليه بالقرب من منطقة الدراز، وتم اقتيادهم لأحد مراكز التعذيب غير الرسمية المعروف محلياً بإسم «الخيّالة» حيث تعرضوا هناك للضرب المبرح بواسطة رجال الأمن”.

وحسام هو أحد هواة التصوير الذين يقومون بتوثيق ونشر الاحتجاجات اليومية وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان حسام قد تعرض في عام 2012 للاعتقال والتعذيب قبل أن يتم الإفراج عنه بدون توجيه تهم.

اعتقال فاضل عباس إثر بيان ضد الحرب

اعتقلت السلطات الأمنية ( 26 مارس/ آذار 2015) أمين عام جمعية التجمع الوطني الديمقراطي “الوحدوي” فاضل عباس، والأمين العام المساعد المحامي محمد المطوع، وذلك على خلفية إصدار الجمعية بيانا دان فيه الحرب التي شنتها السعودية ضمن تحالف من عشر دول على اليمن.

وصرحت النيابة العامة في 29 مارس/ آذار بأنها “استكملت تحقيقاتها في البلاغ المقدم من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بقيام أمين عام إحدى الجمعيات السياسية  نشر بيان للجمعية تضمن تعريضاً بالإجراءات العسكرية التي تتخذها البحرين حالياً مع عدد من الدول الشقيقة من أجل إعادة الشرعية واستقرار الأوضاع في اليمن والتي أمرت بحبسه احتياطياً على ذمة التحقيق”.  وقررت النيابة العامة إحالة عباس إلى المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة، وإخلاء سبيل المحامي محمد المطوع الأمين العام المساعد للجمعية.

وانعقدت أولى جلسات محاكمة أمين عام جمعية التجمع الوحدوي فاضل عباس أمام المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة في (21 أبريل/ نيسان 2015). وصرح المحامي عبدالله الشملاوي أن المحكمة قررت تأجيل الجلسة حتى 21 مايو/ أيار 2015.

ووجهت النيابة لعباس تهمة “نشر بيان للجمعية في وسائل الإعلام، تضمن تعريضاً بالإجراءات العسكرية التي تتخذها البحرين حاليّاً مع عدد من الدول الشقيقة من أجل إعادة الشرعية واستقرار الأوضاع في اليمن، بما من شأنه التشكيك في سلامة ومشروعية موقف مملكة البحرين السياسي والحربي”. كما أسندت له “جناية إذاعة أخبار وإشاعات كاذبة ومغرضة عمداً في زمن الحرب، وبث دعايات مثيرة من شأنها إلحاق الضرر بالعمليات الحربية للقوات المسلحة، وهي الجناية التي عقوبتها السجن مدة تصل إلى 10 سنوات، فضلاً عن تهمة إهانة دول شقيقة علناً”.

عائلة “حبيل” تشكو حرمانه من العلاج

تحدثت تقارير (27 مارس/ آذار 2015) عن سقوط المصور المعتقل حسين حبيل مغشيا عليه لارتفاع في ضغط  الدم بسبب عدم إعطائه أدويته.

وأشارت إلى “تركه في الخيام داخل سجن جو إثر أحداث التمرد التي وقعت في 16 مارس/ آذر ومنعه من استخدام دورة المياة وغيرها من المعاملة السيئة والمهينة التي لا تتناسب ووضعه الصحي”. وكانت عائلة حبيل قد أطلقت نداءات متكررة بشأن رفض سلطات السجن أخذه إلى عيادة المستشفى رغم وجود مواعيد سابقة لديه.

وذكرت بأنه “تعرض لنوبات من التعب والمرض وأن إدارة سجن جو رفضت إرساله للمستشفى لتلقي العلاج ما أدى لخسارته مواعيد المتابعة الطبية”. وأوضحت بأن “دواء ضغط الدم الذي يتناوله قد نفد من عنده”. وجددت العائلة في 29 فبراير/ شباط نداءها بـ”ضرورة سماح السلطات له بالعرض على طبيب لحاجته لذلك”. لكن السلطات واصلت رفض ذلك.

تأجيل محاكمات 15 مصوراً ومدوناً

شهد شهر مارس/ آذار تأجيل قضايا 15 من المصورين والمدونين الذين يواجهون تهماً في المحاكم نتيجة ممارسة الحق في التعبير وقيامهم بتغطية الاحتجاجات السياسية.

وقامت محكمة الاستئناف بتأجيل للمرة العاشرة جلسة استئناف الناشط الإلكتروني علي المعراج لعدم حضور الشاهد التي عقدت في 12 مارس/ آذار. كما أجلت الجلسة التي عقدت  في 2 مارس/ آذار للنظر في قضية الناشطة غادة جمشير. وفي 16 مارس/ آذار أجلت جلسة 9 ناشطين اجتماعيين تتهمهم السلطات بـ”إساءة استخدام وسائل التواصل”. كما أجلت في 24 مارس/ آذار جلسة استئناف كل من المصورين حسام سرور وأحمد زين الدين ومصطفى ربيع. وفي 29 من نفس الشهر أجلت محاكمة المصور أحمد الموسوي للاستماع إلى شهود الإثبات.

إيقاف نبيل رجب إثر تغريدات عن اليمن

اعتقلت السلطات الأمنية (2 أبريل/ نيسان 2015) رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب. وأمرت النيابة العامة بوقفه على ذمة التحقيق بتهمة “نشر أخبار كاذبة بشأن العمليات العسكرية الدائرة في اليمن”.

وبحسب النيابة العامة، وصف رجب العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن والتي تشارك فيها البحرين، بأنها “عدوان” و”غير شرعية وخرق للقانون الدولي”، كما قام بحسب النيابة بـ”إهانة قوات التحالف المشاركة في العمليات” بالإضافة إلى “إهانة هيئة نظامية هي وزارة الداخلية”.

واتهمت النيابة رجب أيضا بـ”نشر صور مفبركة لأطفال قتلى في العمليات الدائرة في سوريا، على أنهم أطفال يمنيون تم قتلهم خلال العمليات” في اليمن.

التحقيق مع مصور بشأن مواقفه من حرب اليمن

اعتقت قوة أمنية المصور “أ. ج” في 14 أبريل/ نيسان 2015 أثناء تواجده في محل للحلاقة في منطقة سند. وقامت باقتياده إلى مبنى التحقيقات الجنائية في العدلية بالمنامة حيث كبل بالسلاسل وجرى تصميد عينيه لمدة 3 أيام.

وأفاد بأن السلطات حققت معه حول موقفه من الحرب على اليمن كما قامت باتهامه بـ”التجمهر”. وقد أطلق سراحه في 23 أبريل/ نيسان بكفالة زوجته.

السجن 3  أشهر لـ4 متهمين بالإساءة للملك السعودي

قضت محكمة بحرينية في 18 أبريل/ نيسان 2015 بالسجن 3 أشهر لمتهم بـ”الإساءة للملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز على وسائل التواصل الاجتماعي” وتأجيل محاكمة 8 آخرين عن نفس التهمة.

 وفي 24 منه أمرت بإطلاق سراح 3 من المتهمين ومواصلة عرض 5 منهم للمحاكمة. وبتاريخ 28 أبريل/ نيسان قضت المحكمة بسجن 3 منهم لمدة 3 أشهر وتأجيل قضية المتهمين الباقيين لغاية 12 مايو/ أيار لحضور المحقق.

وكانت الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بوزارة الداخلية قد أعلنت في 27 يناير/ كانون الثاني 2015 عن إلقاء القبض على تسعة من المواطنين الشيعة بتهمة “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.

تجديد حبس ناشط إلكتروني

جددت محكمة بحرينية (21 أبريل/ نيسان 2015) حبس الناشط الإلكتروني علي حسن المقابي.

واعتقل المقابي في 26 يناير/ كانون الثاني 2015 حيث أمرت النيابة العامة بتوقيفه مدة 10 أيام. وأعيد تجديد حبسه بعد انتهاء مدة توقيفه الأولى.

تعذيب المصور أحمد الموسوي في “الانفرادي

تلقت عائلة المصور السيد أحمد الموسوي اتصالاً منه في 27 أبريل/ نيسان 2015 أطلعها فيه على أنه عوقب بالسجن الانفرادي. وخلال زيارة عائلته له في 30 أبريل/ نيسان أخبرها بأنه تعرض إلى الضرب أثناء وضعه في الحبس الانفرادي. كما منع من شرب الماء أو استخدام دورة المياه لمدة 3 أيام.

وأفادت العائلة بأنها شاهدت آثار كدمات في رأسه وظهره من شدة تأثير الضرب الذي لقيه. وعرض الموسوي على المحاكمة في 23 و29 من نفس الشهر حيث أجلت الجلسة للاستماع إلى شهود الإثبات. وأعيد عرضه على المحكمة في 30 أبريل/ نيسان للاستماع إلى شهود النفي، وتم تأجيل الجلسة لغاية 23 مايو/ أيار 2015.

إن رابطة الصحافة البحرينية تطالب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام للتدخل العاجل وممارسة الضغط على الحكومة البحرين من أجل:

  • ·       الإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن جميع المصورين والإعلاميين المحتجزين بسبب مزاولتهم عملهم في تغطية الاحتجاجات أو ممارسة حقهم في حرية التعبير.
  • ·       إيقاف المحاكمات القضائية بتهمة “إهانة الملك” لنشطاء الإنترنت والإعلاميين وتهمة “التجمهر” للمصورين.
  • ·       فتح الحريات الإعلامية والصحافية وإغلاق مكتب الرقابة على الإنترنت في وزارة الاتصالات.
  • ·       إنهاء احتكار السلطة للإعلام التلفزيوني وفتح وسائل الإعلام للرأي الآخر المعارض.
  • ·       دعوة مقرر الأمم المتحدة الخاص بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إلى جدولة زيارة عاجلة إلى البحرين.
زر الذهاب إلى الأعلى