يوليو وأغسطس 2016: أحكام قضائية تلاحق المغرّدين حميد خاتم وطيبة إسماعيل و”الإعلام” تشكو نزيهة سعيد واعتقال غادة جمشير من المطار
لندن- 31 أغسطس 2016 – رابطة الصحافة البحرينية: تابعت رابطة الصحافة البحرينية بقلق تزايد الانتهاكات لحقوق الإعلاميين والصحافيين ومحاولات إسكات الأصوات الناقدة في البحرين. وتظهر سجلات الرابطة لشهريّ يوليو/ تموز وأغسطس/ آب 2016 استمرار منهج المضايقات والاعتقالات التعسفية والمحاكمات، وهو الأسلوب المفضل للسلطات في التعامل مع الأصوات الإعلاميّة التي تتمتع بالجرأة أو الاستقلالية في نقد الأوضاع المحلية.
ورصدت الرابطة صدور حكمين قضائيين بحق الناشطين الإلكترونيين حميد خاتم وطيبة إسماعيل إثر نشرهما تغريدات في “تويتر” اتهما في إثرها بـ”إهانة الملك”. وألقت السلطات القبض على ناشط إلكتروني آخر، وهو محمد العلويات في ذات التهمة. كما قامت سلطات مطار البحرين الدولي باعتقال الناشطة النسوية غادة جمشير لتنفيذ حكم قضائي يتعلق بالنشر في “تويتر” أيضاً. ومنع الصحافي أحمد رضي من مغادرة البلاد.
ولاحقت هيئة شئون الإعلام مراسلة “فرنسا 24” نزيهة سعيد بتقديم بلاغ ضدها في النيابة العامة بتهمة “ممارسة الصحافة بدون ترخيص”. وكان تتويج المضايقات في هذين الشهرين بمنع جمعية “وعد” المعارضة من إقامة ندوة في مقرّها.
إن رابطة الصحافة البحرينية تدين الاستهداف المتواصل للصحفيين والمدونين والمصورين. وتطالب السلطات البحرينية بإتاحة الحريات الإعلامية والصحافية ووقف ملاحقة النشطاء بسبب آرائهم. فيما يلي التفاصيل:
الإفراج عن رئيس مجلس بلدي العاصمة السابق
أفرجت السلطات الأمنية (1 يوليو/ تموز 2016) عن القيادي في جمعية “الوفاق” مجيد ميلاد، رئيس مجلس بلدي العاصمة سابقاً بعد انتهاء مدة محكوميته بالسجن عاماً كاملاً. وكانت محكمة أول درجة قد قضت بحبس ميلاد سنتين لـ”إلقائه خطب سياسية” قبل أن تقوم محكمة الاستئناف بتخفيف الحكم إلى السجن سنة واحدة.
منع الصحافي أحمد رضي من مغادرة البلاد
منعت السلطات الأمنية (7 يوليو/ تموز 2016) الصحافي أحمد رضي من مغادرة البحرين عبر المطار، حيث كان ينوي السفر إلى دولة خليجية، وطلبت منه مراجعة التحقيقات الجنائية. وصرح رضي في تغريدات له عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” إنه “تم منعه سابقاً من دخول السعودية وأرجع قسراً من الإمارات العربية المتحدة”، مرجحاً أن يكون السبب في ذلك “القوائم الأمنية الصادرة من وزارة الداخلية”.
اعتقال الناشط الإلكتروني محمد العلويات
اعتقلت السلطات الأمنية الناشط الإلكتروني محمد العلويات، لاعب كرة قدم بنادي سترة الرياضي (7 يوليو/ تموز 2016) بينما كان يتواجد في مقر عمله بشركة “أسري” في الحد. وقررت عرضه على النيابة العامة بعد يومين من التحقيق معه في مبنى التحقيقات الجنائية؛ حيث وجهت له تهمة “إهانة الملك” عبر حساب في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قالت إنه يديره. وأمرت النيابة بإيقافه 7 أيام على ذمة التحقيق.
الإفراج عن إبراهيم شريف
أفرجت السلطات الأمنية (11 يوليو/ تموز 2016) عن المعارض البارز إبراهيم شريف، الأمين العام السابق لجمعية “وعد” بعد أن قضى حكما بسجنه عاما واحدا بتهمة “التحريض على كراهية النظام”. واعتقلت السلطات شريف على خلفية خطاب ألقاه حذر فيه الحكومة “من أن الأوضاع مرشحة للانفجار مرة أخرى بسبب استمرارها في المنهج الأمني”.
“الإعلام” تحيل الصحافية نزيهة سعيد إلى النيابة
استدعت النيابة العامة الصحافية نزيهة سعيد، مراسلة تلفزيون “فرنسا 24” وراديو “مونتيكارلو” الدولي (16 يوليو/ تموز 2016) لجلسة تحقيق بشأن بلاغ مقدم من هيئة شئون الإعلام. وقالت الصحافية سعيد عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن التحقيق معها تركز “في دعوى مرفوعة ضدها من هيئة شؤون الإعلام التي تتهمها فيها بممارسة الصحافة دون ترخيص”. بدورها فقد صرحت هيئة شئون الإعلام (17 يوليو/ تموز 2016) بأنها أحالت سعيد إلى النيابة العامة لـ”انتحالها صفة مراسلة لدى وسائل إعلام أجنبية”، مضيفة بأن “لا أحد فوق القانون”.
منع جمعية “وعد” من إقامة ندوة داخلية
منعت وزارة العدل والشئون الإسلامية جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد” المعارضة من إقامة ندوة في مقرها (20 يوليو/ تموز 2016). وقالت الجمعية إنه “بناءً على اتصال تلقاه الأمين العام لجمعية وعد يوم الثلاثاء 19 يوليو/ تموز 2016، ورسالة مكتب شئون الجمعيات، والرسالة التي تسلمتها الجمعية من مكتب شئون الجمعيات السياسية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف يوم الأربعاء الموافق 20 يوليو/ تموز 2016، بخصوص الحلقة الحوارية التي كان منتدى وعد السياسي يعتزم تنظيمها بعنوان “إيران من الداخل”، وتأكيد الوزارة في رسالتها على ضرورة الامتناع عن إقامة هذه الفعالية والطلب من الجمعية إلغاء الحلقة الحوارية (…) فإن جمعية “وعد” تعتذر عن تنظيم الحلقة الحوارية”.
إلقاء القبض على عدد من المغردين
ألقت وزارة الداخلية (26 يوليو/ تموز 2016) القبض على عدد من الأشخاص – لم تكشف عن هوياتهم – بسبب ما دعته “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر مواد تحريضية تضمنت مخالفات يعاقب عليها القانون”. وذكرت إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية أنها “رصدت العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بنشر مواد ورسائل تحريضية لاعتصامات غير مصرح بها قانونا، وعلى ضوء ذلك تم عمل التحريات اللازمة التي أسفرت عن تحديد هوية المتورطين والقبض عليهم، بعد استصدار إذن من النيابة العامة”.
السجن سنة لحميد خاتم بتهمة إهانة الملك على تويتر
اعتقلت السلطات الأمنية الناشط الإلكتروني حميد خاتم من منزله في منطقة سماهيج شرقي العاصمة المنامة (25 يوليو/ تموز 2016). وقامت قوة أمنية بمداهمة منزله فجراً واقتياده إلى مركز للشرطة من دون إبراز مذكرة اعتقال. وتم التحقيق معه فور اعتقاله؛ حيث وجهت له تهمة نشر “عبارات تحرّض على كراهية النظام وتسيء إلى الملك” من خلال حساب شخصيّ على موقع التواصل الاجتماعيّ “تويتر”. وبتاريخ 31 أغسطس/ آب 2016 قضت محكمة محلية بسجنه عامين بالتهمة المذكورة. إلا أن محكمة الاستئناف قضت في جلسة يوم الأربعاء 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بتخفيض عقوبته مَن سنتين إلى سنة.
إيقاف رجل دين بعد إلقائه خطبة انتقد فيها السلطات
أوقفت النيابة العامة (7 أغسطس/ آب 2016) رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى المؤمن 7 أيام على ذمة التحقيق، وذلك على خلفية خطبة ألقاها في جامع الخيف بالدير. وصرح نجله مجتبى على حسابه في تويتر أن “التحقيق مع والده جاء لما تضمنته خطبة الجمعة التي ألقاها قبل يومين في الجامع” والتي انتقد فيها الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطة بحق الشعب البحريني والشيعة خاصة.
وأعلنت نيابة المحرق عبر حسابها على تويتر “حبس أحد الخطباء سبعة أيام على ذمة التحقيق عن تهمة التحريض على كراهية النظام الدستوري للمملكة”.
محاكمة رجل دين بـ”التحريض على كراهية النظام”
نظرت محكمة بحرينية (16 أغسطس/ آب 2016) في اتهام جديد وجهته النيابة العامة إلى رئيس المجلس العلمائي المنحل السيد مجيد المشعل، وهو “التحريض على كراهية نظام الحكم” بعد أن كانت قد اتهمته في القضية الأولى بـ”التجمهر والشغب”. وأنكر المشعل التهم الموجهة إليه، وقال إنه مارس حقه في التعبير ورفضه للإجراءات التي اتخذتها الحكومة بحق الزعيم الديني الشيخ عيسى قاسم. وأجلت المحكمة النظر في الدعوى حتى 24 أغسطس/ آب.
اعتقال غادة جمشير
اعتقلت السلطات الأمنية (15 أغسطس/ آب 2016) الناشطة الإلكترونية غادة جمشير أثناء مغادرتها البلاد عبر مطار البحرين الدولي. واقتيدت إلى سجن النساء بمدينة عيسى لتنفيذ عقوبات حكم بها عليها إثر توجيهها انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت حول مزاعم فساد. وفي 22 يونيو/ حزيران 2016 تم الحكم عليها بالسجن سنة واحدة بعد الاستئناف فيما يتعلق بأربع قضايا حول تغريدات لها على تويتر. بالإضافة إلى توجيه 12 تهمة لها حول هذه القضية.
“السنية” توقف أحد خطبائها
استدعت إدارة الأوقاف السنية (18 أغسطس/ آب 2016) أحد خطبائها، لإبلاغه بالتوقيف عن الخطابة والتوقيع على تعهد بالالتزام بآداب الخطاب الديني، وفق القرار الوزاري الصادر بذلك رقم (23) لسنة 2009. ولم تكشف الإدارة هوية الخطيب لكنها أكدت في بيان “على ضرورة الالتزام بآداب الخطاب الديني وأهداف منبر الجمعة”.
الحكم بسنة لطيبة إسماعيل بتهمة “إهانة الملك”
باشرت المحكمة الصغرى الجنائية التاسعة (24 أغسطس/ آب 2016) عقد أولى جلسات محاكمة الناشطة الإلكتروني طيبة إسماعيل بتهمة “إهانة الملك ونشر تغريدات من شأنها زعزعة الأمن والسلم في البحرين” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وقررت المحكمة إرجاء القضية لغاية 30 أغسطس/ آب 2016 للاطلاع والرد، وفي التاريخ المذكور دانتها المحكمة بنفس التهمة؛ حيث قضت بسجنها سنة عن ما نسب إليها وتغريمها مبلغ 1000 دينار بحريني.