مايو ويونيو 2017: قرار الإعلام يوقف مسيرة 15 عاماً لصحيفة “الوسط” وتأثيرات الأزمة الخليجية تطال من يتعاطف أو يحابي قطر
لندن – رابطة الصحافة البحرينية – 28 يونيو 2017: بلغت انتهاكات السلطات الأمنية لحريات التعبير والإعلام مستوىً متشدداً غير معهود في غضون شهريّ مايو/ أيار ويونيو/ حزيران؛ حيث أجهزت على الصحيفة المستقلة الوحيدة في البلاد “الوسط“. وقررت وزارة شئون الإعلام إيقاف الصحيفة بشكل مفاجيء عقب نشرها مقالاً تحدث عن مظاهرات الحسيمة في المغرب. ولم تفلح مساعي إدارة الصحيفة من ثني السلطات عن قرارها، وهو ما اضطرّها إلى تسريح نحو 150 موظفاً بعد ثلاثة أسابيع من إيقافها. وهو الأمر الذي أدّى إلى الإيقاف الكلي لنشاط الصحيفة بعد 15 عاماً من الصدور المنتظم.
وشهد هذان الشهران أيضاً المزيد من التضييف على الحريات الإعلاميّة مع تصاعد الخلاف البحريني السعودي الإماراتي مع دولة قطر. إذ توعّدت كل من وزارة الإعلام والداخلية بتحريك إجراءات قانونية ضدّ كل من يحابي ينشر رأياً يبدي فيه التعاطف أو محاباة قطر. وكان المحامي عيسى البورشيد، هو أول ضحايا هذه التهديدات الموجهة للمواطنين، خصوصاً المغردين على شبكات التواصل الاجتماعي. إذ اعتقل عقب أيام من قيامه برفع دعوى قضائية ضد السلطات بسبب الحصار الذي شاركت فيه المنامة ضد قطر. وواصلت السلطات الأمنيّة ملاحقة المغردين ونشطاء الإنترنت على شبكات التواصل. فيما يلي التفاصيل:
اعتقال مصور نادي الرفاع حسن غريب
اعتقلت السلطات الأمنية (7 مايو/ أيار 2017) مصور نادي الرفاع الغربي الرياضي حسن غريب أثناء تغطيته مباراة في النادي الأهلي جنوبي العاصمة المنامة. وأفيد بأن اعتقاله جاء على خلفية تنفيذ حكم غيابي صادر بحقه بسجنه 5 سنوات في قضية ذات بعد سياسي.
تعذيب المحامي إبراهيم سرحان بعد تصريح لـ“الميادين“
استدعى جهاز الأمن الوطني (24 مايو/ أيار 2017) المحامي إبراهيم سرحان، المستشار القانوني السابق لجمعية “الوفاق” الوطني الإسلامية إلى مبنى الجهاز في المحرق. وتم التحقيق معه بشأن تصريح أدلى به لقناة “الميادين” في 23 مايو/ أيار 2017 لتداول ما يجري في بلدة الدراز؛ حيث كانت تجري وقتها عملية أمنية لفض اعتصام جوار منزل الزعيم الديني الشيخ عيسى قاسم. وقال سرحان في إفادة طويلة إنه تعرض إلى تعذيب وحشي والتهديد بالاغتصاب وإجلاسه على قنينة زجاجية والركل على جهازه التناسلي. وهو الأمر الذي اضطره في وقت لاحق إلى مغادرة البلاد.
الحكم بتغريم الصحافية نزيهة سعيد ألف دينار
دانت المحكمة الجنائية الصغرى (25 مايو/ أيار 2017) الصحافية نزيهة سعيد، مراسلة راديو “مونتيكارلو” الدولي و“فرنسا 24″ وقضت بتغريمها ألف دينار. وأسندت النيابة العامة لسعيد تهمة “العمل من دون ترخيص كمراسلة لإذاعة أجنبية رغم انتهاء ترخيصها” بعد إحجام السلطات عن تجديد تصريح عملها في يونيو/ حزيران 2016 والذي ظلت تعمل بموجبه على مدى 12 سنة.
اعتقال الناشط الإلكتروني ياسر الموالي
اعتقلت السلطات الأمنية (30 مايو/ أيار 2017) الناشط الإلكتروني ياسر الموالي بعد مداهمة منزله في المحرق في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر. ولم يكن في حينه في المنزل، وادعى أفراد الأمن بأنهم يعملون لدى شركة البريد السريع (أرامكس)، وأن هناك مظروفا له يجب تسليمه له باليد، وأبلغتهم العائلة بأنه سيعود بعد ساعة، ليتم اعتقاله دون إذن قضائي من خارج المنزل بعد أن تلقى اتصالا يدعوه للخروج منه. وعاد أحد الضباط إلى منزله بعد 10 دقائق ليأخذ هاتفه المحمول، وأبلغ أسرته بأنه سيُنقل إلى مديرية التحقيقات الجنائية.وياسر هو الأخ الشقيق ليوسف الموالي أحد الذين سقطوا ـــ تحت التعذيب ــ ضحايا للاحتجاجات.
تأييد الحكم 3 سنوات على الأمين السابق لـ“الوحدوي”
أيدت محكمة الاستئناف (1 يونيو/ حزيران 2017) الحكم الصادر بحق الأمين العام السابق لجمعية الوحدوي، فاضل عباس، بسجنه 3 سنوات إثر إصداره بياناً حول الحرب في اليمن. واتهم فاضل عباس بـ “إذاعة أخبار وإشاعات كاذبة في زمن الحرب” و“نشر بيان للجمعية في وسائل الإعلام، تضمن تعريضاً بالإجراءات العسكرية التي تتخذها البحرين مع عدد من الدول الشقيقة من أجل إعادة الشرعية واستقرار الأوضاع في اليمن، بما من شأنه التشكيك في سلامة ومشروعية موقف المملكة السياسي والحربي“.
الإعلام تقرر وقف صحيفة “الوسط“
قررت وزارة شئون الاعلام (7 يونيو/ حزيران 2017) وقف إصدار وتداول صحيفة “الوسط” حتى إشعار آخر. وعللت الوزارة قرارها بالقول “لمخالفتها (الصحيفة) القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى، وذلك لنشرها مقال في عدد اليوم الاحد (4 يونيو/ حزيران 2017) في الصفحة 19 والمتضمن اساءة لإحدى الدول العربية الشقيقة“.
الإعلام تتوعد باتخاذ إجراءات قانونية لمن ينشر آراء تؤيد قطر
أصدرت وزارة شؤون الإعلام (8 يونيو/ حزيران 2017) تحذيرا إلى وسائل الإعلام كافة يدعوها إلى “ضرورة الالتزام بموقف المملكة المعلن، اتساقاً مع القرار السياسي لمملكة البحرين، بقطع العلاقات مع قطر والموقف الخليجي والعربي الدولي والإجراءات المتخذة بناء عليه تجاه دولة قطر“، محذرة من “نشر ما يتضمن مساساً بمصالحها العليا المستهدفة من تلك الإجراءات“. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “بنا” تحذير الوزارة من “نشر أو تداول ما يشكل اعتراضاً على قرارات المملكة أو الدول المتضامنة معها في هذا الشأن، مما يتضمن في محتواه ما ينال من هيبة البلاد واعتبارها، أو مسايرة لسياسة دولة قطر أو تبريرها، أياً كانت وسيلة النشر والتداول“. وأكدت الوزارة أنها “ستتخذ إجراءاتها القانونية حيال كل من ينسب إليه المنشور من ذلك القبيل أو يسهم في نشره بأية صورة، وإخضاعه للمساءلة الجنائية والإدارية بحسب الأحوال“.
الداخلية تتوعد بإجراءات ضد من يحابي قطر
حذرت وزارة الداخلية (8 يونيو/ حزيران 2017) من أن “التعاطف أو المحاباة لحكومة دولة قطر أو الاعتراض على إجراءات مملكة البحرين جريمة يعاقب عليها“. وقالت في بيان “استنادا إلى بيان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، واتساقا مع الإجراءات الخليجية والعربية تجاهها، نتيجة لتصرفاتها العدائية ضد مملكة البحرين وخروجها عن الثوابت الخليجية والعربية ومبادئ القانون الدولي، تؤكد وزارة الداخلية أنه من منطلق الحقوق السيادية لمملكة البحرين، فإن التعاطف أو المحاباة لحكومة دولة قطر أو الاعتراض على إجراءات حكومة مملكة البحرين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي سواء بتغريدات أو مشاركات أو أي وسيلة أخرى قولا أو كتابة، يعد جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات قد تصل إلى السجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات والغرامة“.
اعتقال المحامي عيسى بور شيد
اعتقلت السلطات الأمنية (13 يونيو/ حزيران 2017) المحامي عيسى الفرج أرحمة آل بورشيد بعد تغريدات رفض فيها قرار مقاطعة قطر. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه نشر في وسائل التواصل الاجتماعي “محتويات تضر بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية“. وفي حين لم يحدد بيان الوزارة طبيعة “المحتويات” التي نشرها المحامي المذكور، لمح إلى أن التغريدات تتعلق بـ“التعاطف مع قطر” الذي حظرته البلاد. وقالت الوزارة في بيانها، إنه “جارٍ استكمال الإجراءات القانونية اللازمة تمهيداً لإحالة القضية إلى النيابة العامة“. وجاء اعتقاله عقب رفعه دعوى قضائية ضد السلطات بسبب الحصار الذي شاركت فيه المنامة ضد قطر. هذا وعادت الوزارة لتفرج عنه في (21 يونيو/ حزيران 2017) بعد قضائه نحو الأسبوع في السجن.
صحيفة “الوسط” تقرر تسريح موظفيها
قررت صحيفة “الوسط” (24 يونيو/ حزيران 2017) تسريح موظفيها بعد 3 أسابيع على وقف السلطات صدورها وتداولها لاتهامها بـ“نشر وبث ما يثير الفرقة” في المجتمع والإضرار بالعلاقات الخارجية البحرينية. وأبلغت إدارة الصحيفة موظفيها بالقرار في رسالة الكترونية وجهتها لهم عشية عيد الفطر. وكتب رئيس مجلس إدارة شركة دار الوسط للنشر والتوزيع، عادل المسقطي، في الرسالة “يؤسفنا إبلاغكم بأن مجلس إدارة الشركة قرر إنهاء عقود العمل مع الموظفين، وذلك نظرا لتوقف نشاط صحيفة الوسط، بحسب قرار وزارة شؤون الإعلام الصادر بتاريخ 4 حزيران/ يونيو 2017، وما نتج عنه من خسائر للشركة“.
الإفراج عن المغردة طيبة إسماعيل
أفرجت السلطات الأمنية (26 يونيو/ عن المعتقلة طيبة إسماعيل بعد قضائها عاما في السجن على خلفية تغريدة على تويتر اعتبرت مسيئة لملك البحرين. وكانت أجهزة الأمن قد داهمت منزل الناشطة الإلكترونية فجر الأحد (26 يونيو /حزيران 2016) واعتقلتها بتهمة “الإساءة لملك البحرين عبر تغريدات في تويتر“، بعد أن استطاعت كشف هويّة حسابها. وعاقب القضاء البحريني المغرّدة بالسجن عاما ودفع غرامة تبلغ ألف دينار.